الدخول في ميثاق عهد الله - وقصة متكررة لا تنتهي لغفران الخطايا


عندما نتأمل الطريقة التي اوجدها الرب الإلاه لخلاص البشر ومغفرة خطاياهم بعد سقوط آدم وحواء والجنس البشري بأجمعِهِ  في العصيان والخطيئة, نلاحظ إِنَّ الله تعالى قد رسم الطريق وإبتدأَهُ مع إبراهيم, فأقامَ عهداََ مع إبراهيم ونسلهِ, وقد بينَ ألله المتطلبات التي يجب توفرها في من سيشملهم العهد, ومن سيبقى خارجاََ ولا يشملهُ العهد, عندما وضع الشرط وقال:


تك(17-10): هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدكَ يُختنُ كل ذكرِِ منكم. (11) فتختنون القلفة من أبدانكم ويكون ذلكَ علامةَ عهدِِ بيني وبينكم. (12) وإبنَ ثمانية أيام يُختنُ كل ذكرِِ منكم مدى أجيالكم المولود في منازلكم والمشترى بفضةِِ من كلِ غريبِِ ليس من نسلِكم.....(14) وأي أقلفَ من الذكور لم تختن القلفة من بدنه تقطعُ تلكَ النفسُ من شعبها إذ قد نُقِضَ عهدي........ (18) فقال إبراهيم لله لو أن إسمعيل يحيا بين يديكَ (19) فقال الله بل سارة امرأتُك ستلدُ لك إبناََ وتسميه إسحقَ وأُقيمُ عهدي معه عهداََ مؤبداََ لنسله من بعده (20) وأما إسمعيلُ فقد سمعتُ قولكَ فيه وهاءنذا أُباركهُ وأُنميهِ وأُكثِرهُ جداََ جداََ ويلدُ اثنى عشر رئيساََ وأجعلهُ أُمهََ عظيمة. (21) غير إن عهدي أُقيمه مع إسحق الذي تلده لكَ سارة في مثلِ هذا الوقتِ من قابلِ.


هنا وفي ملْ الزمان ومع إبراهيم ونسلِ إسحق إبتدأ الله بتنفيذ وعدهُ لآدم وحواء ونسلهما فأَقامَ عهداََ مع إبراهيم ونسلهِ, ولكن هناك شرطُُ إشترطَهُ الله أن يُختن كل ذكر وهو أبنُ ثمانية أيام, ومن لم يُختن لا يشملهُ العهد ويبقى خارجه إذ قد نُقِضَ عهد الله, وبموجبِ هذا الطلب ختن ابراهيم ابنائهُ وايضاََ المقيمين في بيتهِ من إبن ثمانية ايام فما فوق.


وقبل أن يُخرِجَ موسى بني إسرائيل من دار العبودية (مصر) طلب الرب أن يقدم الاسرائيليون ذبيحة الفصح ليتميزوا, وطلب الرب أن يكرروها كل سنة مدى أجيالهم:


خروج(12-21):  فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: " اسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَماً بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَاذْبَحُوا الْفِصْحَ.  (22)  وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ (23) فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ. (26) وَيَكُونُ حِينَ يَسْأَلُكُمْ أَوْلاَدُكُمْ: مَا هَذِهِ الْخِدْمَةُ لَكُمْ؟ (27)  تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ .... .


** ففي عهد الناموس, أُعطيَّ اتباع موسى طريقاََ لمغفرة خطاياهم, اي الذين كانوا رمزياََ يُمثِلونَ شعب الله المختار, وهذهِ الطريقة إستوجبت تقديم ذبيحة حيوانية عن كُلِّ خطيئة يرتكبها الفرد سواء أخطأ سهواََ أو متقصداََ ومن ثُم عاد وندم وتاب وطلب الصفح والغفران عن ما صار اليه من الضلالةِ والخطيئةِ والكفر, لكي يستطيع الفرد الوقوف طاهراََ ثانية أمام خالقَهُ بعد مغفرةََ خطيئَتِه التي أعلن ندمه وتوبته عنها وبعد أن يكون قد أوفى قصاصها ومتطلباتِ غفرانها بألتمام والكمالِ.


فأُعطيت لموسى ألشريعة أي الرسوم وألأحكام والوصايا ألواجب إتباعها وتتضمن التفاصيل الخاصة الواجب عملها أو تقديمها إذا أخل المؤمن بأي من الوصايا ألعشرةِ من أجلِ الحصولِ على التوبة وألمغفرةِ لِتعديهِ وخطيئتِهِ.


فكان ولا زالَ جوهرِ الدين اليهودي يكمن في إتباعِ الوصايا العشرة وفي حالِ ألإخلالِ بها لا تتم مغفرة الخطايا  إلا بسفك دمِِ, وهو دمِ ذبيحة حيوانية لا ذنبَ لها في ذاتها وتُقَدم كلما إقترف ألخاطيْ أي خطيئة ضد الله أو ضد القريب لتاخذ هي بدله القصاص الذي يستحقهُ هو.


وغفران خطايا ألمؤمن الذي تحت الناموس مشروط بالتوبة والإعتراف بالخطيئة اولاََ, فيجب أن يقر بخطيئتهِ علناََ ثُمَّ يضَعُ يدِهِ فوقَ رأس ذبيحته التي يأتى بها الى باب خيمةِ ألإجتماع (أي ينقل ذنبَهُ اليها), ويندم على خطيئَتِهِ ويتوب عنها, ثُمَّ تُذبح (بدل عنهُ). ويُصب دمها حول مذبح المحرقة, وتُحرقُ فوق مذبح المحرقةِ (أي تذهب روحها وجسدها إلى جهنم عوض عنه). وهذهِ العملية تتكرر مع كل خطيئة يقترفها ألمؤمن الذي تحت الناموس.


ومع تكرار خطايا المؤمنين كقصة متكررة لا تنتهي ابداََ, وإستمْرار الحالُ على هذا المنوالِ فسيُؤدي هذا إلى إستهلاك ألناس لكل حيواناتِ ألأرض ولن يبقى أمامهُم بعدها أي خِيار سوى الموت بخطاياهُم وملاقات مصيرهم الابدي المحتوم في جهنم خالدين فيها مع من سبَقَهُم مِن ألأباليسِ والشياطينِ.


وحيثُ إن الخاطيء يموتُ موتاََ روحياََ وجسدياََ أبدياََ بكلِ خطيئة يرتكبُها, لذا وجبَ أن تتوفر في الذبيحة البديلة بعض الشروط لإستِكمَالِ متطلباتِ العدلِ الالهي وهي: أولاََ أن تكون الذبيحة بلا خطيئة في ذاتها. وثانياََ أن يكون للذبيحةِ حياة أبدية لتتحمل الموت الابدي عن الخاطيء,  ولما كانت الذبائح التي رسمَ الخالقُ تقديمها على مذبح المحرقةِ تفي بالشرطِ الاول أي إنها بلا خطيئة في ذاتها, إلا إنها تُقَصِرُ في الشرطِ الثاني أي ليس لها حياة أبدية في ذاتها. فهنا أصبحت الذبيحة الحيوانية البديلة وقتية وزمنية أي لا تستطيع أن تُعطِي غُفراناََ تاماََ من الخطيئةِ التي تُغَطيها.

 لذا لم يكن أمام الخالق حل آخر غير تقديم الذبيحة الالهية الفصحية الابدية وأن يُعطينا إبنهُ حيثُ له ما لانهاية لهُ من الحياة الابدية في ذاتهِ, وأن يُشاركنا في حياتنا البشرية وأن يولدَ تحت الناموس ويعملَ بهِ ويبقى مع ذلك بدون خطيئة حتى يستطيع أن ينوب عنا ويُفدينا ولما كان هو الاله ومنبع الحياة الابدية اللامتناهية إنتصر على الموت وقام من بين الاموات, بعد أن اوفى وغطى خطايا البشر المسندة إليهِ بحياةِِ ابدية واحدة لكل خطيئة, وبهذا نال المؤمنين بهِ حق مشاركتهِ في حياتهِ الابدية. فكما ترون أصبحت الذبيحة الحيوانية رمزاََ فقط للذبيحة الالهيةِ, وليس البديل عنها.


العبرانيين(10- 4): لانه لايمكن أن دم الثيران والتيوس يُزيلُ الخطايا (5) فلذلك يقول (المسيح) عندَ دخولِه العالم ذبيحة وتقدمة لم تشأ لكنَكَ البستني جسداََ (6) ولم ترضى بالمحرقات ولا بذبائح الخطيئة (7) حينئذِِ قُلتُ هاءنذا آت فقد كُتِبَ عني في رأس الكتاب لاعمل بمشيئتِكَ يا الله (8) فقال أولاََ إنكَ لم تشأ الذبائح والتقادم والمحرقات وذبائح الخطيئة ولم ترضى بها وهي التي تُقرب على ما في الناموس (9) ثُم قال هاءنذا آت لاعمل بمشيتكَ يا الله. إذن فقد نزَع الاول ليقيم الثاني (10) وبهذه المشيئة قد قدسنا نحن بتقدمةِ جسد يسوع المسيح مرةََ واحدة.


غلاطية(4 - 4): فلما بلَغَ مِلءُ الزمانِ أرسلَ اللهُ إبنهُ مولوداََ من إمرأةِِ مولوداََ تحت الناموسِ (5) ليفتدي الذين تحت الناموسِ لننالُ التبني.


** فعندما إبتدأت مرحلة الفداء, وبما أَنَ إبراهيم آمن بكلام الرب, وحُسِبَ ذلك لهُ براََ فمُنِحَ العهد الإلاهي, هكذا ايضاََ تطور هذا العهد في زمن الفداء فشمل من آمن فقط حينَ قال الرب:


مرقس(16-15): ... إِذهبوا إِلى العالمِ أَجمعَ, وبشروا أَلخليقَةَ كُلَّها بألإنجيل (16) "مَنْ آمَنَ وتَعَمَّدَ, خلُصَ, ومَنْ لَمْ يؤمنْ فَسَوفَ يُدانُ".


ففي العهد الجديد أصبح المؤمن مُطالباََ بِالإيمان اولاََ اي ليكون المؤمن إبناََ لإبراهيم لينتمي إلى نسل إبراهيم بألإيمان اولاََ, ثُمَّ إشترط الله شرطاََ ثانِِ بديلاََ للختان الجسدي أي بديلاََ للعلامة الظاهرة في الجسد والتي كانت تدل على أَنّ الشخص قد دخل في عهدِِ مع الله, فهنا إِشترط الله العماد, وهذا العماد ليسَ كعماد يوحنا, اي التغطيس في الماء, اي عماد التوبة لمغفرة الخطايا, بل عماد الايمان بفداء الرب وصليبه الكفاري ليُختَمْ بختمِ الروح القدس, اي كما قال الرب يسوع لنيقودومس, عماد الماء ونار روح الله القدوس.


يوحنا(3 - 3): فأجابَ يسوع وقال لهُ الحق الحق أقولُ لكَ إن لم يولد أحَدُُ ثانيةََ فلا يقدر أن يُعاين ملكوت الله (4) فقالَ نيقودومس كيفَ يُمكن أن يولدَ إنسانُُ وهو شيخُُ العَلَهُ يقدرَ أن يدخلَ جوفَ أُمهِ ثانية ويولد (5) أجابَ يسوع الحق الحق أقولُ لكَ إن لَم يولَدَ أحدُُ من الماء والروح فلا يقدر أن يدخُلَ ملكوتَ الله. (6) إن المولود من الجسد إنما هو جسد والمولود من الروح إنما هو روح (7) لا تعجب من قولي لكَ أنهُ ينبغي لكم أن تولدوا ثانيةََ (8) فإن الروح يَهِب حيثُ يشاء وتسمع صوتهُ الا أنكَ لستَ تعلم من أين ياتي ولا الى أين يذهب هكذا كل مولود من الروح.

وفي كولسي(1- 12): وشاكرين للابِ الذي أهلنا للشركةِ في إرثِ القديسينَ في النورِ (13) الذي أنقذنا من سلطانِ الظلمةِ ونقلنا الى ملكوتِ إبنِ محبتِهِ (14) الذي لنا فيهِ الفداءُ بدمهِ مغفِرةِ الخطأيا (15) الذي هو صورةُ اللهِ الغيرِ المنظورِ وبكرُ كل خلقِِ . ...... (19) لأنهُ فيهِ رضي الابُ أن يَحُلَ الملءُ كلهُ (20) وأن يُصالحَ بهِ الجميعَ لنفسِهِ مسالماََ بدمِ صليبهِ ما على الارضِ وما في السماواتِ.

اعمال(2-38): فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ :" تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ".

اعمال( 10- 43): لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا.

اعمال(13-38): فَاعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَّهُ بِيَسُوعَ تُبَشَّرُونَ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، (39) وَأَنَّهُ بِهِ يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا عَجَزَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى أَنْ تُبَرِّرَهُ مِنْهُ.


اي بالايمان بفداء الرب يسوع المسيح, والإعتماد بإسمِهِ, ينال المؤمن مغفرة لكل خطاياه, ويصبح المؤمن هيكلاََ للروح القدس فيحل روح الله القدوس فيه, بعد أن طهره الرب من كل خطاياه بإستحقاقاتِ دمهِ الكريم, وبَذَلَ عوضاََ عنهُ حياةِِ ابدية واحدة لتغطية كل خطيئة من خطاياهُ لحينِ عمادهِ, فإن مات المؤمن بعد العماد مباشرةََ فهو ينتقل من الموت إلى الحياة الابدية في المسيح .


لكن إن عاشَ المؤمن بعد العماد, وحال قيامهِ بخطيئة جديدة إِنْ كان ذلكَ سهواََ او متعمداََ, يفقد حقَهُ بمشاركة الرب يسوع بحياتهِ الابدية, ويعود لحالة الموت الابدي من جديد, لذا هيأ الرب في العلية جسدهُ ودمهُ, لكي ما يتناولها المؤمن الخاطيء من جديد.

لوقا (22 - 14): ولما كانت الساعةُ إتكأَ هو (يسوع) والرسلُ الاثنأعشرَ معهُ. .... (19) وأخذَ خُبزاََ وشكرَ وكسرَ وأعطاهم قائلاََ هذا هو جسدي الذي يُبذَلُ لأجلكم إصنعوا هذا لذكري. (20) وكذلك الكأسَ من بعد العشاءِ قائلاََ هذهِ هي كأسُ العهدُ الجديدُ بدمي الذي يُسفَكُ من أجلِكُم.

وكان قد قال ايضاََ:

يوحنا (6 - 47): الحق الحقَ أقولُ لكم من يؤمن بي فلهُ الحياةُ الابديةُ. (48) أنا خُبزُ الحياةِ (49) آباؤُكم أكلوا المن في البريةِ وماتوا (50) هذا هو الخبز النازل من السماءِ لكي لا يموتَ كلُ من يأكلُ منهُ (51) أنا الخبزُ الحي الذي نزلَ من السماءِ (52) إن أكل أحدُُ من هذا الخبزِ يحيا الى الابدِ والخبز الذي سأُعطيهِ أنا هو جسدي لحياةِ العالم. ..... (54) فقال لهم يسوع الحق الحق أقولُ لكم إن لم تأكلوا جسدَ إبن البشرِ وتشربوا دمهُ فلا حياةَ لكُم في أنفسكُم (55) من ياكل جسدي ويشرب دمي فلهُ الحياة الابديةِ وأنا أُقيمُهُ في اليوم الاخيرِ (56) لأن جسدي هو مأكلُُ حقيقي ودمي هو مشربُُ حقيقيُُ (57) من ياكل جسدي ويشربُ دمي يثبت في وأنا فيهِ (58) كما أرسلني الابُ الحيُ وأنا أحيا بالآبِ فالذي يأكلني يحيا هو أيضاََ بي. (59) هذا هو الخبزُ الذي نزلَ من السماءِ ليسَ كالمن الذي أكلهُ آباؤُكم وماتوا. من يأكل هذا الخبزَ فإنهُ يعيشُ الى الابدِ.

 

فمع كل خطيئة جديدة, يخسر المؤمن الحياة الابدية التي إكتسبها, فلذا وجب عليهِ أن يُقِرَ بذنبهِ الجديد ويندم عليهِ ويتوب عنهُ, وأن يقدم ويُشارك في ذبيحة الرب الفصحية الابدية من جديد, ليستعيد حق مشاركة الرب من جديد في حياتهِ الابدية. وتستمر هذهِ القصة التي تتكرر ولا تنتهي لغاية الموت.

 

فإنْ لم تأكلوا جسد المسيح وتشربوا دمه, فلا حياة لكم في ذواتكم, نعم هكذا قال الرب, ومع كل خطيئة جديدة ستحتاجون لجرعة الحياة من جديد, ولهذا طلب الرب إعادة طقس العلية, اي ما نُسميهِ اليوم بالقداس الإلاهي, لكي يتم تهيئة جسد الرب ودمه ليحيا المؤمنين بهما بحسبِ طلب وكلام الرب ذاته فقد دخلوا في ميثاقِ عهد دمه عندَ عمادهم بالماء والروح القدس. فإعادة تحضير جسد الرب ودمه, هو لإعطاء المؤمنين فرصةََ جديدة لغفران خطاياهم بدم المصلوب, لكيما يأخذوا حياة ابدية جديدة من المسيح في ذواتهم, لكي يستحقوا أن يشاركوه في حياتِهِ الابدية من جديد.


نعم بجسد المسيح ودمه يأخذ المؤمنين الذين أخطئوا الحياة الابدية من جديد, يا أَيُها المؤمنين الذين تطلبون الخلاص بميثاقِ عهد فداء الرب يسوع! وتتكرر هذهِ القصة التي لا تنتهي ابداََ, اي خسارة الحياة الابدية بسبب الخطيئة, وإستعادتها بتناول جسد الرب ودمه الكريمين.


ولهذا السبب لازالت الكنائس تُشرف وتحرص على أَنَّ يعترف المؤمن بخطاياه ويندم عنها قبل ساعة موتهِ, ثُمَّ تُعطيهِ جسد ودم الرب يسوع لكي يتنقى ويتطهر ويتخلص من تبعيات خطاياه, لكي ينتقل من الموت إلى الحياة ويُشارك الرب يسوع المسيح في حياتِهِ الابدية.


ودمتم بحماية رب المجد, ولتنعموا دائماََ وابداََ بعهد دمِ الرب وحق المشاركة في حياتِهِ الابدية.



نوري كريم داؤد


06 / 03/ 2011



"إرجع إلى ألبداية"